القدس – 8 سبتمبر 2025 | عرب 24
تواصلت الغارات الإسرائيلية المكثفة على مدينة غزة، حيث استهدفت الطائرات الحربية مواقع متعددة في شمال ووسط القطاع، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في البنية التحتية. وزارة الصحة في غزة أعلنت أن المستشفيات تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، فيما تتزايد المخاوف من انهيار القطاع الصحي بالكامل مع استمرار العمليات العسكرية.
في خضم هذا التصعيد، برزت في العواصم الأوروبية نقاشات حادة حول ضرورة إجلاء المرضى من القطاع لتلقي العلاج في الخارج. تقارير دبلوماسية أشارت إلى أن دولاً أوروبية طرحت مبادرات لنقل حالات حرجة إلى مستشفيات في القدس الشرقية أو الضفة الغربية، بينما طُرحت أيضاً مقترحات لتنسيق عمليات إجلاء إلى دول ثالثة عبر معابر خاصة.
إسرائيل من جانبها أبدت تحفظاً على بعض هذه المقترحات، مبررة ذلك باعتبارات أمنية، لكنها لم تستبعد إمكانية نقل عدد محدود من الحالات بالتنسيق مع منظمات دولية. هذا الموقف أثار انتقادات واسعة من مؤسسات حقوقية أوروبية اعتبرت أن حماية المدنيين وتوفير العلاج حق إنساني لا يجب إخضاعه للحسابات السياسية أو الأمنية.
المفوضية الأوروبية دعت إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة وتسهيل عمل المنظمات الطبية الدولية، محذّرة من تفاقم الأزمة الصحية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة. في الوقت ذاته، شددت عدة عواصم أوروبية على أن استمرار إغلاق القطاع يفاقم الوضع الإنساني ويعرّض المدنيين لمخاطر جسيمة.
المحللون يرون أن النقاش حول الإجلاء الطبي يعكس البعد الإنساني للأزمة، لكنه أيضاً يكشف عن عجز المجتمع الدولي عن فرض حلول عملية على الأرض. وبينما يستمر القصف وتتزايد أعداد الضحايا، يبقى مستقبل الوضع الإنساني في غزة رهناً بمدى قدرة الأطراف الدولية على تجاوز الخلافات السياسية والتحرك بشكل موحد.