تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب حول مفاوضات الأسرى مع حماس

هيئة التحرير
Published 7 أشهر ago on 10 مارس, 2025-1 views
تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب حول مفاوضات الأسرى مع حماس

 

شهدت الساحة السياسية الأمريكية-الإسرائيلية توتراً ملحوظاً بعد انتقادات حادة وجهها السفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل، دافيد فريدمان، لمبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، بسبب انخراط الأخير في مفاوضات مع حركة “حماس”. يأتي هذا الجدل وسط تعقيدات المشهد في غزة، حيث تستمر الحرب والحصار المفروض منذ أكتوبر 2023، مما أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.

جدل داخل الإدارة الأمريكية حول الحوار مع حماس
اتهم فريدمان، وهو أحد المقربين من ترامب، بوهلر بأنه يسعى إلى “طريق ثالث” عبر التفاوض مع “حماس”، متجاوزًا خيار ترامب المعلن، الذي حدده بين: “الاستسلام أو التدمير”. وأكد فريدمان في منشور على منصة “إكس” أن أي اتفاق مع “حماس” سيكون “مضيعة للوقت”، داعيًا بوهلر للالتزام بسياسة الحزم تجاه الحركة.

في المقابل، دافع بوهلر عن دوره، مؤكداً في حديث لشبكة CNN أن المحادثات كانت “مفيدة للغاية”، مضيفاً أن هناك فرصة لإبرام “هدنة طويلة الأمد” تتضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل تخلي حماس عن أسلحتها. كما أكد أن الولايات المتحدة ليست وكيلاً لإسرائيل، بل لديها “مصالح خاصة” في المنطقة، وهو تصريح يعكس تباين وجهات النظر داخل الإدارة الأمريكية حول إدارة الصراع.

تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الأسرى
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار تعثر المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى، الذي تم توقيعه بوساطة قطرية ومصرية في يناير 2025. فبينما تؤكد “حماس” التزامها بالاتفاق، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفيذ بنوده، ويفضل إطلاق مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون إنهاء الحرب أو الانسحاب من غزة.

وفي محاولة للضغط على الحركة، اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ يوم الأحد، وهو ما وصفته “حماس” بأنه “ابتزاز رخيص وجريمة حرب”.

الوضع الإنساني الكارثي في غزة
في ظل هذه التطورات، تستمر المأساة الإنسانية في قطاع غزة، حيث حوّلت إسرائيل القطاع إلى أكبر سجن في العالم، مع حصار متواصل منذ 18 عامًا. وتسببت الحرب الأخيرة في نزوح حوالي مليونين من أصل 2.4 مليون فلسطيني، وسط شح كارثي في الغذاء والماء والدواء، مما دفع منظمات حقوقية دولية إلى دق ناقوس الخطر بشأن الوضع الكارثي في المنطقة.

خاتمة
يؤكد الجدل بين فريدمان وبوهلر اتساع الشرخ بين واشنطن وتل أبيب حول استراتيجية التعامل مع “حماس”، في وقت تشهد فيه المنطقة تعقيدات متزايدة بسبب تعثر جهود التهدئة واستمرار انتهاكات القانون الدولي من قبل إسرائيل. وبينما تسعى بعض الأطراف لحل سياسي، يبدو أن نتنياهو مستمر في تصعيده العسكري، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل غزة والجهود الدولية لإنهاء المأساة الإنسانية فيها.

Breaking News
error: Content is protected !!