يشهد قطاع غزة تصاعدًا في التوترات بعد إعلان حركة حماس تعليق الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، متهمةً إسرائيل بعدم الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. ردًا على ذلك، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجيش بالاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة، معتبرًا أن إعلان حماس يمثل انتهاكًا كاملًا للاتفاق.
في هذا السياق، يمكن تحليل التداعيات الاستراتيجية المحتملة لانهيار الهدنة في غزة على النحو التالي:
أولًا: استئناف الهجمات الصاروخية من اليمن والعراق على تل أبيب والمدن الإسرائيلية
مع تصاعد التوترات في غزة، قد تشهد إسرائيل هجمات صاروخية من جماعات مسلحة في اليمن والعراق، خاصة تلك المرتبطة بإيران. هذه الجماعات قد تسعى لدعم حماس والرد على العمليات الإسرائيلية في غزة، مما يفتح جبهة جديدة ويزيد من تعقيد المشهد الأمني لإسرائيل.
ثانيًا: إغلاق محتمل لمضيق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، والهجمات على الأسطول الأمريكي في البحرين الأحمر والعربي
قد يؤدي تصاعد الصراع إلى تهديدات للملاحة الدولية في مضيق باب المندب، وهو ممر حيوي للتجارة العالمية. جماعات مسلحة في المنطقة قد تستهدف السفن الإسرائيلية أو تلك التابعة لحلفائها، مما يعرّض الأمن البحري الدولي للخطر.
ثالثًا: توترات عسكرية بين مصر والأردن من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى بسبب سياسات التهجير
قد تؤدي السياسات الإسرائيلية المقترحة لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن إلى توترات دبلوماسية وربما عسكرية مع هاتين الدولتين. مثل هذه الخطط قد تُعتبر تهديدًا لأمنهما القومي وتؤدي إلى تصعيد في العلاقات مع إسرائيل.
رابعًا: محاكمة الرئيس الأمريكي أمام المحاكم الدولية بتهم ارتكاب أو دعم جرائم حرب
قد يواجه الرئيس الأمريكي اتهامات في المحاكم الدولية بدعم إسرائيل في عملياتها العسكرية في غزة، خاصة إذا تم استخدام أسلحة أمريكية في هجمات أودت بحياة مدنيين. هذا قد يؤدي إلى تداعيات قانونية ودبلوماسية على المستوى الدولي.
خامسًا: انهيار محتمل لاتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة
قد يؤدي التصعيد المستمر إلى ضغوط داخلية في مصر والأردن لإعادة النظر في اتفاقيات السلام مع إسرائيل. انهيار هذه الاتفاقيات قد يفتح الباب أمام مواجهات عسكرية مباشرة ويعيد تشكيل التحالفات في المنطقة.
سادسًا: حرب شاملة على إسرائيل بمشاركة الجيشين المصري والأردني ومحور المقاومة
في حال انهيار اتفاقيات السلام، قد نشهد تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق تشارك فيه دول وجماعات مسلحة في المنطقة. هذا السيناريو قد يؤدي إلى حرب إقليمية ذات تداعيات خطيرة على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
في الختام، فإن انهيار الهدنة في غزة يحمل في طياته مخاطر استراتيجية كبيرة قد تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها. من الضروري أن تعمل الأطراف المعنية والمجتمع الدولي على تجنب هذا السيناريو من خلال تعزيز الجهود الدبلوماسية والالتزام بالاتفاقيات القائمة.