برلين – 8 يوليو 2025 | عرب24
كشفت السلطات في العاصمة الألمانية برلين عن فضيحة تتعلق بتسجيل 82 شخصًا دفعة واحدة كمقيمين جدد في مبنى سكني قديم بحي هابرساتشتراسه، بالقرب من مقرات وزارات ومكتب الاستخبارات الاتحادية (BND). وتشتبه الجهات المختصة في أن غالبية هؤلاء المسجلين من الجنسية البلغارية، وأن إجراءات التسجيل تمت بناءً على وثائق مزورة بهدف الاحتيال على النظام الاجتماعي.
خلفية المبنى وقضية التزوير
المبنى محل الجدل يضم 105 شقة سكنية، وتدور منذ سنوات صراعات قانونية حول مصيره، حيث يسعى المالكون إلى هدمه وإعادة البناء. في ظل هذه الأجواء، تفاجأت الجهات الإدارية بتسجيل عشرات الأسماء الجديدة دفعة واحدة في مدخلَي المبنى أرقام 44 و48 خلال شهري مايو ويونيو 2025.
يقول كارستن سبالك، عضو مجلس منطقة ميته: “الأشخاص المسجّلون هم تقريبًا جميعًا من أصل بلغاري، وقد حضروا مع ما يُسمى ‘مشرف’ أو ‘مترجم’ أثناء عملية التسجيل في الدائرة الحكومية”.
شهادات سكن مزوّرة وإجراءات رسمية
لإتمام التسجيل في برلين، يشترط تقديم شهادة سكن من المالك أو إدارة العقار. إلا أن جميع الشهادات المقدمة كانت صادرة عن شركة إدارة تم طردها قبل عام وأعلنت إفلاسها لاحقًا، ما دفع السلطات إلى الاشتباه بتزوير جماعي للأوراق الرسمية.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن هذه العناوين الوهمية تستخدم غالبًا من قبل شبكات إجرامية لفتح حسابات بنكية أو الاحتيال في طلبات المساعدات الاجتماعية.
تدخل الشرطة وحذف التسجيلات المزيفة
أحالت البلدية ملف القضية إلى الشرطة، التي فتحت تحقيقًا رسميًا للاشتباه في تزوير الوثائق ومخالفة قوانين التسجيل. وتم حذف جميع التسجيلات المزيفة من السجلات الرسمية ووضع حظر على الأسماء المعنية لمنع استغلالها في أي معاملات حكومية مستقبلاً.
أبعاد اجتماعية وأمنية
تحذر السلطات من أن ظاهرة “السكان الوهميين” ليست جديدة، بل تتكرر في عدة مدن ألمانية وتستغل من قبل عصابات متخصصة في الاحتيال عبر ثغرات إدارية. وتدعو الحكومة إلى تشديد الرقابة على إجراءات التسجيل السكني وتعزيز التعاون بين الدوائر المحلية والشرطة لكشف ومنع مثل هذه الممارسات.
