فرانكفورت – 4 سبتمبر 2025 | عرب 24
قبل أيام من افتتاح معرض السيارات الدولي (IAA) في ميونخ، أطلقت هيلدغارد مولر، رئيسة اتحاد صناعة السيارات الألمانية (VDA)، تحذيراً شديد اللهجة من فقدان مئات آلاف الوظائف في حال استمرار السياسات الحالية. وقالت:
“يُتخذ يومياً قرار ضد موقع ألمانيا وأوروبا الصناعي. السؤال لم يعد ما إذا كنا سننتج سيارات في المستقبل، بل كم منها سيظل يُصنع داخل ألمانيا.”
خسائر ملموسة بالأرقام
- خلال عام واحد فقط، فقدت الصناعة الألمانية 50 ألف وظيفة.
- الاستثمارات المقررة عالمياً: 320 مليار يورو للأبحاث والتطوير و 220 مليار يورو لتجديد المصانع أو إنشاء مواقع إنتاج جديدة، معظمها خارج ألمانيا.
- التكاليف: أسعار الطاقة في ألمانيا أعلى بثلاثة إلى خمسة أضعاف مما هي عليه في الصين أو الولايات المتحدة، في حين تقع ألمانيا في صدارة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حيث الضرائب.
مولر حذرت من أن بناء مصانع جديدة في الخارج يعني “خسارة وظائف لا يمكن استعادتها لسنوات طويلة”.
السياسة الصناعية محل انتقاد
رئيسة اتحاد VDA انتقدت النهج الأوروبي القائم على ما وصفته بـ”سياسة الإصلاحات الترقيعية”. وقالت إن الاعتماد على منح حكومية محدودة لبناء مصانع بطاريات لا يكفي إذا لم تتحسن شروط الاستثمار العامة. وأضافت:
“من يعتمد على سياسة إصلاح الأعراض دون معالجة الأسباب الجوهرية لانعدام التنافسية، سيجد نفسه عاجزاً عن تمويل حتى تلك المنح مستقبلاً.”
مكانة السيارات في المجتمع الألماني
دراسة حديثة لمعهد ألينسباخ بطلب من اتحاد VDA أظهرت:
- 87% من الألمان يعتبرون صناعة السيارات قطاعاً محورياً.
- 71% يضعون الحرف اليدوية في المرتبة الثانية.
- 70% يفضلون الهندسة الميكانيكية.
- 66% يثقون بالصناعات المعدنية.
مولر عقّبت: “الألمان فخورون بصناعتهم للسيارات، كجهة توظيف ومحرك للاقتصاد. الصورة السلبية التي تُرسم عن السيارات في النقاش العام لا تعكس الحقيقة.”
مخاطر اجتماعية إلى جانب الاقتصادية
مولر شددت على أن فقدان الوظائف لا يهدد الاقتصاد فحسب، بل يضرب النسيج الاجتماعي الألماني:
“استقرار ألمانيا مبني على استقرار مناطقها، وعلى توزيع الوظائف وفرص العمل. إذا خسرنا مواقع توريد السيارات في الأقاليم، سنفقد التوازن الاجتماعي بجانب التوازن الاقتصادي.”
الخلاصة
بين ضغوط البيروقراطية، ارتفاع تكاليف الطاقة والضرائب، وتراجع تنافسية أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة وآسيا، تقف صناعة السيارات الألمانية عند مفترق طرق. التحذيرات من فقدان الوظائف لم تعد نظرية، بل باتت واقعاً: عشرات آلاف الوظائف اختفت بالفعل، والمزيد مهدد إذا لم تتغير السياسات بسرعة.