بعد ترحيله إلى أفغانستان.. مجرم مدان بالاغتصاب يخطط للعودة إلى ألمانيا عبر إيران

كشف تحقيق تلفزيوني ألماني جديد عن محاولة مجرم أفغاني مدان بالاغتصاب سبق أن تم ترحيله من ألمانيا إلى أفغانستان، العودة إلى الأراضي الألمانية مجددًا، عبر طرق ملتوية. القضية تثير جدلًا كبيرًا حول سياسة الهجرة والترحيل في ألمانيا، وسط مخاوف من تكرار الجرائم وتجاوز الثغرات القانونية.

تفاصيل القضية:

في أغسطس 2024، رحّلت السلطات الألمانية المواطن الأفغاني مختار ن. (31 عاماً) إلى العاصمة كابول، بعد إدانته بجريمة اغتصاب جماعي لفتاة في بلدة إلركيرشبرغ بولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، قضى على إثرها سنتين وشهرين في السجن. وكان مختار من بين 28 شخصاً تم ترحيلهم في رحلة جوية خاصة إلى أفغانستان بعد انتهاء عقوبتهم.

وكشف تحقيق أجرته قناة RTL الألمانية مؤخرًا، عن أن مختار يتواجد الآن في إيران، ويخطط مع آخرين لمحاولة العودة مجددًا إلى أوروبا، وتحديدًا إلى ألمانيا. وقال مختار للقناة:

“تغيّرتُ، ما حدث كان في الماضي، وأنا لست الشخص الذي كنته سابقًا.”

رغم هذه التصريحات، نفى مختار في الوقت نفسه تورطه في الجريمة التي أُدين بها، مدعيًا عدم مشاركته في الاعتداء، وهو ما يتناقض مع الحكم القضائي النهائي ضده.

مخاطر أمنية واجتماعية:

تثير هذه الواقعة أسئلة عديدة حول فعالية نظام الترحيل في ألمانيا، وخصوصًا مع تقارير تفيد بأن إيران أصبحت نقطة عبور رئيسية للمرحلين الراغبين بالعودة إلى أوروبا بطريقة غير شرعية.

ويحذّر خبراء أمنيون من استغلال شبكات التهريب لسهولة الحدود الإيرانية باتجاه أوروبا، ما قد يؤدي إلى تكرار سيناريوهات مشابهة مع مجرمين مدانين، الأمر الذي يزيد الضغط على الأجهزة الأمنية الألمانية.

جدل سياسي:

تأتي هذه التطورات في ظل نقاش سياسي محتدم داخل ألمانيا حول سياسات الهجرة والترحيل. إذ تطالب قوى يمينية ومحافظة بتشديد إجراءات الترحيل والرقابة على الحدود، بينما تؤكد جهات حقوقية ضرورة مراجعة أوضاع الترحيل إلى بلدان غير مستقرة مثل أفغانستان، خاصة مع تقارير عن تعرض المرحلين لسوء معاملة هناك.

موقف السلطات الألمانية:

لم تعلّق وزارة الداخلية الألمانية حتى الآن على تصريحات مختار، لكن من المتوقع أن تثير هذه المعلومات ردود فعل رسمية قوية في الأيام المقبلة. وتسعى السلطات الألمانية حاليًا لتشديد الرقابة الحدودية، وسط تزايد محاولات العودة غير الشرعية من أفغانستان عبر إيران وتركيا.

خاتمة:

تسلط هذه القضية الضوء على الثغرات الكبيرة في آليات الترحيل بألمانيا، ما يستوجب إعادة تقييم شاملة لسياسات التعامل مع المُرحلين، لمنع عودة من يشكلون تهديدًا حقيقيًا للمجتمع.

مصادر المقال:

• صحيفة بيلد الألمانية
• تقرير قناة RTL الألمانية