طهران – 22 يونيو 2025 | عرب 24
سلاح الجو الأمريكي يضرب أعمق المنشآت النووية الإيرانية
أكدت مصادر عسكرية واستخباراتية متقاطعة أن سلاح الجو الأمريكي نفذ عملية قصف دقيقة استهدفت منشأة فوردو النووية في إيران، مستخدمًا قنابل خارقة من طراز GBU-57، والمعروفة باسم “القنبلة الخارقة للتحصينات” أو Massive Ordnance Penetrator. هذه القنابل، التي يبلغ وزن الواحدة منها نحو 14 طنًا، تُعد السلاح الوحيد القادر على اختراق المنشآت المدفونة بعمق كبير تحت الأرض، مثل تلك الموجودة في فوردو.
لماذا فوردو؟
تقع منشأة فوردو النووية داخل جبل قرب مدينة قم، وهي محصنة بطبقات سميكة من الصخور والخرسانة، ويُقدر عمقها بما يزيد عن 80 مترًا. وقد تم تصميمها لتحمّل هجمات جوية تقليدية. ووفقًا لتقارير أمريكية سابقة، فإن المنشأة تحتوي على أجهزة طرد مركزي متقدمة لتخصيب اليورانيوم، وتُعد من أهم المرافق في البرنامج النووي الإيراني.
GBU-57: السلاح المُصمم لهذا النوع من الأهداف
القنبلة GBU-57 قادرة على اختراق ما يصل إلى 60 مترًا من الخرسانة المسلحة أو أكثر من 100 متر من التربة قبل أن تنفجر. وقد أُسقطت بواسطة قاذفات الشبح B-2 Spirit، التي تستطيع الطيران دون أن ترصدها أنظمة الرادار الإيرانية. وتشير التقديرات إلى أن الضربة كانت تهدف إلى تدمير البنية التحتية النووية تحت الأرض بشكل كامل.
التبعات العسكرية والسياسية
حتى الآن، لم تصدر طهران ردًا رسميًا يؤكد أو ينفي تفاصيل القصف، لكن مصادر في الحرس الثوري تحدثت عن “أضرار محدودة في أحد مواقع البرنامج النووي دون وقوع إصابات بشرية”.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن “الضربة جاءت دفاعًا عن الأمن القومي الأمريكي وضمن إطار منع إيران من الوصول إلى قدرة نووية قابلة للاستخدام العسكري”.
تصعيد جديد أم بداية مفاوضات؟
الضربة الجوية تعكس تحولًا خطيرًا في مسار التعامل الأمريكي مع إيران، حيث لم تعد واشنطن تكتفي بالضغوط الدبلوماسية والعقوبات، بل انتقلت إلى العمل العسكري المباشر ضد البنية النووية التحتية.
ومع ذلك، ختمت الإدارة الأمريكية بيانها بالقول: “لا نرغب بالحرب، ولكننا لن نقف متفرجين أمام التهديد النووي”.
ما القادم؟
هل سترد إيران بضربات انتقامية؟ هل ستوسع واشنطن ضرباتها لتشمل منشآت أخرى في نطنز وأصفهان؟ هل تدخل إسرائيل على خط التصعيد بشكل مباشر؟
الأسابيع القادمة ستحمل الإجابة على هذه الأسئلة، لكن المؤكد أن استهداف فوردو بـ GBU-57 ليس حدثًا عابرًا، بل رسالة واضحة: الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها.