الرباط – 31 يوليو 2025 | عرب 24
في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لجلوسه على العرش، أعاد الملك محمد السادس التأكيد على استعداد المملكة المغربية لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الجزائر. وقد جاءت دعوته للحوار من موقع قوة وهدوء، حاملةً رسالة سلام تتجاوز لغة المجاملة البروتوكولية، لتعكس ما وصفته وسائل إعلام دولية بـ”الرغبة الجادة” في بناء مستقبل مغاربي مشترك، تتجاوز فيه الخلافات السياسية المزمنة.
“اليد الممدودة”: موقف ثابت في سياق متغيّر
عبارة “اليد الممدودة” لم تكن جديدة في الخطاب السياسي المغربي، لكنها هذه المرة أتت في لحظة إقليمية ودولية حساسة، في ظل اضطرابات دولية، وتحولات استراتيجية، وتنامي الحضور المغربي في ملفات إقليمية ودولية مهمة.
الخطاب لم يكتفِ بتكرار الموقف، بل قدّمه بلغة تصالحية وهادئة عكست وعياً دبلوماسياً ناضجاً، وفق ما أوردته شبكة الجزيرة، التي وصفته بأنه “دعوة صريحة ومباشرة للحوار المسؤول”.
الصحافة الدولية: المغرب يفتح الباب رغم البرود
الشق المتعلق بالجزائر استحوذ على اهتمام الصحافة الدولية. فقد رأت وكالة رويترز وفرانس برس أن الدعوة للحوار لم تكن مجرد إشارة عابرة، بل “عرض سياسي مدروس” يعكس رغبة في تجاوز مرحلة الجمود.
أما صحيفة Le Monde الفرنسية، فاعتبرت أن المغرب “يُبقي باب الحوار مفتوحاً رغم البرود”، في تعبير عن رغبة صريحة في إنهاء منطق القطيعة الذي ساد العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.
حلم المغرب الكبير: هل يعود إلى الحياة؟
هذا الخطاب أعاد إلى الأذهان مشروع المغرب العربي الكبير، الذي ظل رهين الأزمات الثنائية والتجاذبات الإقليمية. ويأتي كلام الملك ليجدد الأمل في مستقبل مغاربي متكامل اقتصادياً وسياسياً، قائم على التعاون لا التنافس، وعلى الحوار لا القطيعة.
وهو ما عبّرت عنه إذاعة فرانس إنتر التي رأت في الخطاب “رسالة سلام من موقع قوة”، خاصة أن المغرب راكم إنجازات دبلوماسية مهمة، أبرزها توسيع رقعة الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء.
حضور بارز في الإعلام العربي والدولي
اللافت أيضاً هو الاهتمام المكثف الذي حظي به الخطاب من طرف وسائل الإعلام العربية والدولية، ما يعكس مركزية الموضوع المغاربي في خريطة التفاعلات السياسية الإقليمية، ويدل على أن أي تحرك نحو التهدئة بين الرباط والجزائر لن تكون له آثار ثنائية فحسب، بل سيطال كامل منطقة شمال إفريقيا.