المغاربة أصبحوا في قلب الجدل السياسي حول الهوية في إسبانيا

هيئة التحرير
Published أسبوعين ago on 26 سبتمبر, 2025-2 views
المغاربة أصبحوا في قلب الجدل السياسي حول الهوية في إسبانيا

عرب 24 – المغرب | 2 أكتوبر 2025

في حوار خاص مع جريدة العلم المغربية، كشف الأستاذ نبيل الدريوش، الكاتب والباحث المتخصص في الشأن الإسباني ومؤلف كتاب “إسبانيا في زمن اليمين المتطرف السياسي 2008 – 2023”، عن الخلفيات المعقدة لصعود حزب فوكس اليميني المتطرف، وكيف استطاع أن يفرض نفسه كقوة برلمانية ثالثة داخل المشهد السياسي الإسباني.
وأكد الأستاذ نبيل الدريوش أن المهاجرين المغاربة أصبحوا الواجهة الأساسية لهذا الجدل السياسي، سواء من قبل القوى اليمينية الإسبانية أو حتى في بعض النقاشات داخل الجالية المغربية نفسها.


صعود حزب فوكس في المشهد الإسباني

قال الأستاذ نبيل الدريوش إن حزب فوكس وُلد في سياق خاص، حيث جاءت انتخابات 2008 بعد أزمة اقتصادية خانقة دفعت الإسبان إلى معاقبة الحزب الشعبي المحافظ. لكن الانطلاقة الحقيقية لفوكس بدأت بعد أزمة استقلال كاتالونيا عام 2017، لتصل ذروتها في انتخابات 2019 التي حصل فيها الحزب على 52 مقعدًا في البرلمان.
ويرى أن هذا الصعود لم يكن فقط نتيجة لخطاب الحزب، بل أيضًا نتاج للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي عرفتها إسبانيا خلال العقد الأخير.


المغاربة في قلب الخطاب الشعبوي

أوضح الأستاذ نبيل الدريوش أن اليمين المتطرف في أوروبا عادة ما يستعمل ورقة الهجرة سياسيًا، لكن في حالة فوكس يركز الخطاب بشكل خاص على المهاجرين المغاربة.
وعزا ذلك إلى أسباب تاريخية وجغرافية، فالمغرب جار مباشر لإسبانيا، والجالية المغربية هي الأكبر عدداً. لذلك ربط الحزب صورة المهاجر المغربي بالهوية والدين والأمن، مقدماً إياه ليس فقط كمنافس اقتصادي بل كتهديد ثقافي وحضاري.


حقيقة الصورة النمطية

أكد الأستاذ نبيل الدريوش أن الصورة التي يسوقها فوكس حول المهاجر المغربي ليست حقيقية، بل مبالغ فيها. فالحزب يقدم المغاربة ككتلة واحدة غير مندمجة ومتطرفة، بينما الواقع يكشف وجود فئات واسعة مندمجة بعمق داخل المجتمع الإسباني.
وأضاف أن المشاكل الموجودة في بعض حالات الاندماج لا يمكن أن تبرر التعميم أو الصورة السلبية التي يحاول الحزب فرضها.


الأزمات الاقتصادية كأداة سياسية

يرى الأستاذ نبيل الدريوش أن الأزمة الاقتصادية التي عاشتها إسبانيا بين 2008 و2023 جعلت من السهل على الخطاب الشعبوي أن يجد له قاعدة اجتماعية. فالبطالة وغلاء المعيشة وضعف الخدمات دفعت قطاعات من الإسبان للبحث عن “عدو” لتحميله المسؤولية، ليقدّم فوكس المهاجر المغربي ككبش فداء جاهز.


بين الموجة الأوروبية والخصوصية الإسبانية

أشار الأستاذ نبيل الدريوش إلى أن صعود فوكس جزء من موجة أوروبية عامة، لكنه يحمل خصوصية إسبانية مرتبطة بالسياق التاريخي والسياسي المحلي. فإرث الحرب الأهلية، والذاكرة الفرانكوية، وأزمة كاتالونيا كلها عوامل منحت الحزب طابعًا مميزًا.
كما أن فوكس استعاد رموزًا وخطابات تعود إلى زمن فرانكو، مستغلاً الخوف من الإسلام لتوجيهه بشكل خاص نحو المغاربة.


تأثير فوكس على الديمقراطية الإسبانية

أكد الأستاذ نبيل الدريوش أن الحزب غير قادر على تقويض النظام الديمقراطي الإسباني، لكنه استطاع أن يؤثر بعمق في المشهد السياسي. فقد فرض أجندته على الحزب الشعبي نفسه، وجعل قضايا الهوية والهجرة في صلب النقاش العام.
وحذر الأستاذ نبيل الدريوش من أن تبني أحزاب أخرى لخطاب قريب من فوكس يمثل تحولًا خطيرًا في السياسة الإسبانية.


✍️ نقلاً عن جريدة العلم المغربية – إعداد: قسم الشؤون الدولية – عرب 24

Breaking News
error: Content is protected !!