الفاتيكان وإسرائيل: لقاء البابا ليون الرابع عشر وهرتسوغ يكشف محاولات لتهدئة التوتر

هيئة التحرير
Published شهر واحد ago on 9 سبتمبر, 2025-2 views
الفاتيكان وإسرائيل: لقاء البابا ليون الرابع عشر وهرتسوغ يكشف محاولات لتهدئة التوتر

روما – 9 سبتمبر 2025 | عرب 24
استقبل البابا ليون الرابع عشر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في الفاتيكان، في لقاء وُصف بـ«الودي» رغم التوترات العميقة بين الجانبين على خلفية الحرب في غزة. اللقاء جاء بعد جدل بروتوكولي سببه إعلان الرئاسة الإسرائيلية أن الزيارة جاءت «بدعوة من البابا»، وهو ما نفاه المتحدث باسم الفاتيكان مؤكداً أن العرف الدبلوماسي يقضي بالاستجابة لطلبات المقابلة لا بتوجيه دعوات رسمية.

ملفات حساسة على الطاولة

خلال اللقاء، شدّد البابا على ضرورة الإسراع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضمان الإفراج عن جميع الرهائن، إلى جانب فتح المجال أمام المساعدات الإنسانية في المناطق الأكثر تضرراً. البيان الصادر عن الفاتيكان دعا إلى «الالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني واحترام الحقوق المشروعة لكلا الشعبين».

هرتسوغ من جانبه وجّه دعوة للبابا لزيارة القدس، مؤكداً على «أهمية العلاقات التاريخية» بين إسرائيل والكرسي الرسولي. مصادر إسرائيلية وصفت اللقاء بأنه «إشارة إيجابية» بعد سنوات من الفتور في عهد البابا السابق فرنسيس، الذي أثار استياء تل أبيب باستخدامه تعبير «إبادة» عند حديثه عن غزة.

الفاتيكان بين الانتقاد والحوار

رغم الأجواء التصالحية، ظلّت المواقف متباينة. فقد جدّد الكاردينال بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، انتقاداته لاستهداف الكنائس والمسيحيين في غزة، مشككاً في الرواية الإسرائيلية عن «أخطاء غير مقصودة». كذلك نشر مدير الإعلام الفاتيكاني أندريا تورنييلي مقالاً اعتبر فيه أن إسرائيل تسعى إلى «إعادة تشكيل الشرق الأوسط بطريقة لا تترك مكاناً للشعب الفلسطيني».

دبلوماسية دقيقة

المراقبون يرون أن البابا ليون الرابع عشر يسعى لاتباع أسلوب أقل صدامية من سلفه، مع المحافظة على موقف مبدئي يطالب بإنهاء الحرب واعتماد حل الدولتين. في الوقت ذاته، تحاول إسرائيل استثمار اللقاء لتبديد الانتقادات المتصاعدة لسياستها في غزة، خصوصاً مع تزايد الضغوط الدولية بشأن الوضع الإنساني.

الخلاصة

لقاء البابا والرئيس الإسرائيلي يعكس محاولة متبادلة لإعادة مدّ الجسور بعد سنوات من التوتر. لكن بقاء الخلافات الجوهرية حول غزة والحقوق الفلسطينية يعني أن العلاقة بين الفاتيكان وإسرائيل ستظل محكومة بالحذر والاختبار في المرحلة المقبلة.

Breaking News
error: Content is protected !!