غزة – 25 يوليو 2025 | عرب 24
تتواصل المجاعة في قطاع غزة بوتيرة متسارعة، وسط حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والدواء، ما أدى إلى وفاة عشرات الأطفال وكبار السن، وظهور مؤشرات انهيار كامل للنظام الصحي والإنساني في القطاع. ورغم المناشدات الدولية، لا يزال إدخال المساعدات محدودًا ومقيدًا بشروط ميدانية معقدة.
الوضع الغذائي الكارثي
ما يزيد عن ثلث سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل تراجع تام للإمدادات. آلاف العائلات لا تجد قوت يومها، وأطفال كثيرون باتوا يزنون أقل من النصف الطبيعي لأعمارهم. الحالات التي تصل المستشفيات تعاني من سوء تغذية حاد، بينما تفتقر المستشفيات إلى الحليب العلاجي والأدوية الأساسية.
حصار المساعدات
أكثر من 6,000 شاحنة مساعدات لا تزال متوقفة على المعابر الحدودية، نتيجة القيود المفروضة من الجانب الإسرائيلي. ومع تعقيد الإجراءات، تتعطل عمليات التوزيع، وتتحول نقاط تسلُّم المساعدات إلى مناطق خطرة، حيث وقعت عدة حوادث دامية استُهدف فيها مدنيون أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
ضحايا الجوع
منذ مطلع العام، توفي أكثر من 100 شخص نتيجة الجوع المباشر، معظمهم من الأطفال والمرضى وكبار السن. الحالات الموثقة تشمل وفيات لأطفال دون الخامسة من العمر، لم يتلقوا الحد الأدنى من التغذية خلال أسابيع. كما تم تسجيل عشرات حالات الإغماء والضعف العام بين العاملين في الإغاثة أنفسهم.
انهيار المنظومة الإنسانية
المنظمات الدولية العاملة في غزة أكدت أن الوضع تجاوز حدود الكارثة. لا يوجد أمن غذائي، ولا توجد بنية قادرة على الاستجابة. العاملون في المجال الإنساني يصطفون بدورهم في طوابير المساعدات، والمراكز الطبية لم تعد قادرة على استقبال مزيد من الحالات الحرجة. مجمل النظام الإنساني في القطاع ينهار بشكل متسارع.
تحذيرات دولية ومطالبات بالتحرك
أكثر من 100 منظمة غير حكومية طالبت بوقف فوري للحصار والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية دون شروط. كما أكدت تقارير مستقلة أن استخدام التجويع كأداة ضغط سياسي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، محذّرة من أن الوضع في غزة مرشح لأن يتحول إلى إبادة بطيئة ما لم يتم تداركه سريعًا.
مجاعة من صنع الإنسان
الأزمة في غزة لم تكن نتيجة كارثة طبيعية أو خلل بيئي، بل نتيجة قرارات سياسية وقيود عسكرية. الجوع هناك سلاح غير معلن، يحصد الأرواح بصمت. الأطفال يتساقطون، والأمهات عاجزات، والمجتمع بات منهكًا لدرجة الشلل. الصورة أشد قتامة مما تنقله الكاميرات، والمأساة بلا نهاية قريبة.
خلاصة
المجاعة في غزة مستمرة، ضحاياها بالآلاف، وصوتها لا يجد صدًى كافيًا في عواصم القرار. هي ليست مجرد أزمة غذاء، بل عنوان لانهيار أخلاقي عالمي أمام معاناة شعب محاصر. رفع الحصار، وتأمين الغذاء، وضمان حماية المدنيين، لم تعد مطالب إنسانية، بل مسؤولية دولية عاجلة.