الرياض – في زيارة تعكس عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العاصمة الرياض، وسط مراسم رسمية وحفاوة لافتة.
وجرى خلال الاستقبال، الذي أقيم في قصر اليمامة، استعراض مجمل العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأمن الإقليمي، ومستقبل التعاون الاقتصادي، والتطورات في ملفات الطاقة والدفاع.
وأكد ولي العهد خلال اللقاء على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين «تتجاوز الإدارات السياسية وتستند إلى مصالح طويلة الأمد».
من جانبه، عبّر ترامب عن تقديره للدور القيادي الذي تلعبه المملكة في المنطقة، مؤكداً أن «السعودية تظل شريكاً أساسياً للولايات المتحدة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومحاربة التطرف وتعزيز الفرص الاقتصادية».
تأتي هذه الزيارة في ظل متغيرات جيوسياسية متسارعة في المنطقة، وتسعى الرياض من خلالها إلى تعزيز مكانتها كفاعل دولي رئيسي قادر على بناء الجسور مع مختلف الأطراف، بمن فيهم القادة السابقين والحاليين للدول المؤثرة.
وتضمن برنامج الزيارة جولة خاصة للرئيس ترامب في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، إضافة إلى لقاءات مغلقة مع عدد من كبار المسؤولين السعوديين، ومأدبة عشاء رسمية بحضور شخصيات سياسية واقتصادية بارزة من الجانبين.
خلفية اللقاء
كانت الرياض المحطة الأولى لأول زيارة خارجية للرئيس دونالد ترامب في عام 2017، حين شارك في القمة الإسلامية الأميركية. واعتُبرت تلك الزيارة حينها نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، وجرى خلالها توقيع اتفاقيات دفاعية واقتصادية بمليارات الدولارات.
زيارة اليوم، وإن كانت مختلفة في السياق السياسي، فإنها لا تقل أهمية في الإشارة إلى استمرار قناة الحوار والتواصل بين القيادات السعودية والأميركية، حتى بعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض.
