إيران وإسرائيل: ثلاث إشارات تدل على أن طهران لم تعد تحسب حسابًا لتل أبيب

هيئة التحرير
Published سنة واحدة ago on 4 أكتوبر, 2024-5 views
إيران وإسرائيل: ثلاث إشارات تدل على أن طهران لم تعد تحسب حسابًا لتل أبيب

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط، تبرز إيران كلاعب محوري يسعى لتعزيز نفوذه الإقليمي، بينما تقف إسرائيل على الجانب الآخر كمنافس تاريخي لإيران. لكن في الأشهر الأخيرة، اتخذت إيران خطوات جريئة تشير إلى أن حساباتها الاستراتيجية لم تعد تتضمن القلق من ردود فعل إسرائيلية قوية، بل ربما تتجاوز ذلك إلى تبني سياسة تحدٍ مباشر. فيما يلي تحليل ثلاث إشارات رئيسية تكشف عن هذا التحول الجريء في الموقف الإيراني:

  1. خطبة الجمعة للمرشد الأعلى علي خامنئي: رسالة سياسية وأمنية

في خطوة غير مسبوقة، ظهر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في خطبة الجمعة بمكان مفتوح، مخاطبًا الجمهور باللغة العربية، في رسالة واضحة للمنطقة. هذه الخطبة، التي أُعلن عنها مسبقًا، لم تكن مجرد خطاب ديني أو سياسي، بل كانت رسالة ثقة واستعداد، إذ أصر خامنئي على الظهور العلني في وقت تعيش فيه المنطقة توترات حادة، مما يشير إلى أن إيران لا تخشى أي هجمات محتملة.

تطرق خامنئي إلى قدرة دول المنطقة على تحقيق الأمن والسلام بمفردها، موجهًا انتقادات مباشرة للتدخل الأجنبي، وهو ما يمكن تفسيره كتحدٍ واضح للنفوذ الإسرائيلي والأمريكي. كما أكد أن الهجمات الإيرانية الأخيرة على “إسرائيل” تتمتع بشرعية كاملة، مشددًا على أن بلاده لن تتراجع أو تتردد في حماية مصالحها بأي ثمن. هذه الخطبة، وفي توقيتها ومحتواها، تمثل دليلًا على أن إيران ترى نفسها في موقف قوة، غير مكترثة بالتهديدات الإسرائيلية.

  1. زيارة الرئيس الإيراني إلى الدوحة: التحدي الدبلوماسي المستمر

رغم تصاعد التوترات، قام الرئيس الإيراني برحلة دبلوماسية إلى الدوحة، استمرت ليومين دون أي تعديل في جدولها المعلن مسبقًا. هذا التحرك يُقرأ على أنه تحدٍ آخر، حيث كانت هناك توقعات بأن القيادة الإيرانية قد تُراجع جدولها الدبلوماسي نتيجة تهديدات محتملة من إسرائيل أو تصعيد عسكري. إلا أن بقاء الرئيس الإيراني في الدوحة دون تغييرات، يعكس ثقة طهران في أن إسرائيل لا تملك القدرة أو الجرأة على الرد، أو على الأقل، أن إيران لا تخشى هذه الردود.

تعد هذه الخطوة دليلاً آخر على أن الحسابات الإيرانية لا تتأثر بالتهديدات الإسرائيلية، بل تستمر في تنفيذ أجندتها الدبلوماسية والسياسية دون تراجع.

  1. وصول وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت: تحدٍ واضح في وجه إسرائيل

بالتزامن مع هجمات صاروخية من قبل حزب الله على مناطق إسرائيلية، وصل وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت في زيارة علنية. وفي حين كانت الصواريخ تصل إلى أماكن استراتيجية داخل إسرائيل، بما في ذلك قيسارية حيث يقيم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكملت إيران زيارتها الرسمية دون تعديل أو تردد. هذا السلوك يعكس مدى التنسيق بين طهران وحزب الله، ويشير إلى أن إيران تعتبر نفسها قادرة على مواجهة أي رد فعل إسرائيلي، سواء كان عسكريًا أو دبلوماسيًا.

إيران: استراتيجية مبنية على الثقة والتحدي

تعتمد إيران في هذه السياسة الجريئة على عدة عوامل. أولاً، تعتمد على قدرتها العسكرية المتنامية، بما في ذلك منظومات الصواريخ المتطورة التي تستطيع ضرب العمق الإسرائيلي. ثانيًا، تستفيد من تحالفاتها الإقليمية، خاصة مع حزب الله في لبنان، الذي يمثل ذراعًا قويًا لطهران في مواجهة إسرائيل. ثالثًا، تلعب إيران على وتر الانقسامات السياسية داخل إسرائيل، حيث يعاني نتنياهو من أزمات داخلية تجعل من الصعب عليه اتخاذ قرارات حاسمة في التعامل مع التهديد الإيراني.

في النهاية، تشير هذه الإشارات الثلاث إلى أن إيران لم تعد تحسب حسابًا جديًا لردود فعل إسرائيل، بل قد تكون تعمل على تثبيت واقع جديد في المنطقة يعتمد على القوة والتحالفات الإقليمية. يبقى السؤال مفتوحًا: هل سترد إسرائيل بشكل حاسم على هذا التحدي، أم أن التوازن الإقليمي سيتغير لصالح طهران وحلفائها؟

Breaking News
error: Content is protected !!