ريزا – 11 يناير 2025
في خطوة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD)، أعلن الحزب خلال مؤتمره العام في مدينة ريزا بولاية ساكسونيا عن اختيار أليس فايدل كمرشحة لمنصب المستشارية في الانتخابات التشريعية المقبلة. وتم التصويت على فايدل بالإجماع من خلال الوقوف والتصفيق دون إجراء عملية عدّ الأصوات. وقد أكدت فايدل، البالغة من العمر 45 عامًا، أن الهدف الأساسي للحزب هو تولي مسؤولية الحكم بعد الانتخابات البرلمانية.
خطاب فايدل: إعادة تشكيل السياسة الألمانية
قدّمت فايدل في خطابها بعد الترشح رؤيتها الجذرية لمستقبل ألمانيا، مشيرة إلى أنها ستقوم خلال أول 100 يوم من الحكم بإغلاق الحدود الألمانية وبدء عمليات “إعادة الهجرة” واسعة النطاق، وهو مصطلح ارتبط في الأوساط اليمينية المتطرفة بترحيل المهاجرين. وصرّحت قائلة: “إذا كان يجب تسميتها إعادة هجرة، فليكن ذلك”.
كما دعت فايدل إلى:
• إزالة جميع توربينات الرياح في البلاد.
• إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية.
• تمديد فترات تشغيل محطات الفحم.
• إلغاء تخصصات “دراسات الجندر” في الجامعات وطرد الأساتذة المتخصصين فيها.
وأعلنت أيضًا عن نية حكومتها المستقبلية إعادة استيراد الغاز الروسي عبر خط أنابيب “نورد ستريم”.
احتجاجات ضخمة في ريزا
رافق المؤتمر العام للحزب احتجاجات ضخمة شارك فيها حوالي 10,000 شخص، وفقًا لتقديرات الشرطة. وشملت الاحتجاجات جماعات مختلفة من النقابات والأحزاب السياسية والمنظمات المهاجرة والحركات المناهضة للتغير المناخي. وقد أكدت جماعة “المقاومة” المنظمة للاحتجاجات أن هذه التظاهرة تُعد الأكبر في تاريخ المدينة.
اشتباكات مع الشرطة
شهدت الاحتجاجات اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، مما أدى إلى إصابة ستة من عناصر الشرطة بجروح طفيفة، وفقًا لبيانات رسمية. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق بعض المحتجين الذين حاولوا اختراق الحواجز وإعطاب سيارات الشرطة.
ردود فعل متباينة
بينما وصفت فايدل والحزب الاحتجاجات بأنها “محاولة لترهيب الديمقراطية”، أدان السياسيون المعارضون خطاب فايدل وبرنامج حزب “البديل من أجل ألمانيا” باعتباره تهديدًا لقيم التنوع والتعايش في المجتمع الألماني. من جانبها، أكدت الشرطة أنها حافظت على حق جميع الأطراف في التعبير عن آرائهم ضمن إطار القانون.
تحليل سياسي
يأتي اختيار فايدل كمرشحة للمستشارية في وقت تشهد فيه ألمانيا تزايدًا في الاستقطاب السياسي والاجتماعي. وفي حين تسعى فايدل لتقديم حزبها كبديل قادر على قيادة البلاد، فإن خطابها وسياسات حزبها تثير جدلاً واسعًا حول قضايا الهجرة، الطاقة، والتعليم، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي في ألمانيا
