أزمة في سوق العمل الألماني: ارتفاع قياسي في البطالة ومطالب بإصلاحات هيكلية

هيئة التحرير
Published شهر واحد ago on 30 أغسطس, 2025-1 views
أزمة في سوق العمل الألماني: ارتفاع قياسي في البطالة ومطالب بإصلاحات هيكلية

برلين – 31 يوليو 2025 | عرب 24

تشهد ألمانيا أزمة متصاعدة في سوق العمل، إذ ارتفعت أعداد العاطلين عن العمل إلى مستوى غير مسبوق منذ 15 عاماً، وفق بيانات الوكالة الاتحادية للعمل. الأرقام كشفت أن البطالة سجلت في أغسطس أعلى مستوى لها منذ عقد ونصف، حيث تأثر السوق بعوامل موسمية وهيكلية واقتصادية.

أسباب موسمية وأوضاع إقليمية

عادةً ما ترتفع البطالة في الصيف بسبب توقف بعض الشركات عن التوظيف قبيل العطلات وانتهاء عقود التدريب المهني. لكن ما يميز هذا العام أن أعداد العاطلين عن العمل بلغت ذروة لم تُسجَّل منذ 15 سنة.

وفي المقارنة الإقليمية، سجلت المدن-الولايات النسب الأعلى: بريمن 11.8%، برلين 10.5%. بينما بقيت النسب الأدنى في الولايات الجنوبية الكبرى: بافاريا 4.2% وبادن-فورتمبيرغ 4.7%. البيانات اعتمدت على سجلات حتى 13 أغسطس الجاري.

تراجع في فرص التدريب والوظائف

وزيرة العمل الألمانية بربل باس ربطت الأزمة بالشكوك المحيطة بالاقتصاد العالمي وتداعيات الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وقالت: “نحتاج إلى أمان اقتصادي وحوافز قوية للاستثمار والتوظيف من أجل إعادة النمو للاقتصاد وتحريك سوق العمل”.

وأشارت باس إلى أن الحكومة أقرت ما يُعرف بـ”معزز الاستثمار” الذي يوفر حوافز ضرورية، إضافة إلى استثمارات في البنية التحتية المتقادمة.

انتقادات أرباب العمل

رئيس اتحاد أصحاب العمل راينر دولغر أعرب عن استيائه من سياسات الحكومة، قائلاً إن ثلاث سنوات من الركود تركت آثاراً عميقة. وأضاف: “ألمانيا بحاجة إلى خريف إصلاحي حقيقي. لا يجوز للحكومة أن تختبئ خلف لجان لا تنتهي بينما تؤجل القرارات الضرورية أو تفرغها من مضمونها”.

وطالب دولغر بسياسة أشد تجاه “الرافضين للعمل”، إضافة إلى تحسين صافي الدخل للعاملين عبر تقليل الأعباء الضريبية.

تحذيرات الخبراء الاقتصاديين

الخبير الاقتصادي كليمنس فوست، رئيس معهد “إيفو” في ميونيخ، أكد أن تجاوز معدل البطالة سقفاً جديداً ستكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد. وقال: “الاستهلاك الخاص ضعيف أصلاً رغم ارتفاع الدخول أسرع من الأسعار، لكن القلق من المستقبل يجعل الأسر تدخر أكثر، وهذا سيتضاعف مع الأخبار السلبية من سوق العمل”.

وأوضح فوست أن الأزمة تعود إلى ظروف صعبة تواجهها الشركات: ضعف الطلب على منتجاتها، صعوبة العثور على الكفاءات المناسبة رغم البطالة المرتفعة، أو قرار بعض الشركات نقل إنتاجها إلى الخارج. وانتقد بشدة الأعباء البيروقراطية والضريبية المرتفعة.

ودعا فوست الحكومة إلى تغيير المسار: “على السياسة أن تثبت أنها قادرة ليس فقط على الاستدانة، بل أيضاً على تنفيذ إصلاحات هيكلية صعبة ومثيرة للجدل. هذا أكثر تعقيداً، لكن إذا تحقق فسيؤدي إلى ارتفاع الاستثمارات الخاصة وخلق وظائف جديدة”.

مؤشرات إيجابية محدودة

ورغم قتامة المشهد، فإن معهد أبحاث سوق العمل والوظائف (IAB)، التابع لوكالة العمل الاتحادية، أبدى قدراً من التفاؤل. إذ أظهر “مؤشر سوق العمل” المبني على استطلاع شهري لمكاتب التوظيف، أن مسؤولي الوكالة توقعوا في أغسطس لأول مرة منذ ثلاث سنوات توقف الارتفاع في البطالة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

Breaking News
error: Content is protected !!