أزمة الفنتانيل في ألمانيا: فرانكفورت تتحول إلى بؤرة لموجة مخدرات جديدة

هيئة التحرير
Published 7 أشهر ago on 10 مارس, 2025-4 views
أزمة الفنتانيل في ألمانيا: فرانكفورت تتحول إلى بؤرة لموجة مخدرات جديدة

المقدمة
تشهد مدينة فرانكفورت تصاعدًا خطيرًا في أزمة تعاطي المخدرات، حيث أصبحت مادة الفنتانيل القاتلة، التي توصف بأنها “مخدر الموت القادم من الصين”، تنتشر بسرعة غير مسبوقة في حي المحطة الشهير، ما يثير المخاوف من دخول ألمانيا في دوامة أزمة أفيونية شبيهة بما حدث في الولايات المتحدة.

انتشار الفنتانيل: أرقام مقلقة
وفقًا للتقارير الميدانية، فإن أكثر من نصف مدمني الهيروين الذين خضعوا لاختبارات عشوائية في فرانكفورت يتعاطون الفنتانيل بالفعل. فقد كشفت تحاليل أجريت على 37 عينة أن 21 منها تحتوي على هذه المادة الخطيرة، وهو تطور صادم للسلطات، حيث كانت نسبة العثور على الفنتانيل قبل عام قليلة جدًا وغير قابلة للقياس.

وبحسب تقديرات الخبراء، فإن حي المحطة في فرانكفورت يضم أكبر مشهد مفتوح لتعاطي المخدرات في أوروبا، حيث يتواجد فيه 5000 مدمن و300 تاجر مخدرات، ما يجعله بيئة خصبة لانتشار هذه المادة الفتاكة.

تحذيرات رسمية ودعوات للتحرك
حذّر د. آرثر شرويرس، رئيس قسم مكافحة المخدرات في مدينة فرانكفورت، من أن ما يحدث في الولايات المتحدة يمكن أن يتكرر في ألمانيا، مشيرًا إلى أن 75,000 شخص لقوا حتفهم بسبب الفنتانيل في أمريكا خلال عام 2024 فقط. كما أوضح أن الفنتانيل أقوى بـ50 مرة من الهيروين و100 مرة من المورفين، مما يجعل الجرعات القاتلة منه صغيرة جدًا وصعبة الاكتشاف.

في هذا السياق، وصفت إلكه فويتل، المسؤولة عن قطاع الصحة في فرانكفورت، الوضع بأنه “كارثي”، مؤكدة أن المدينة ستعقد مؤتمرًا دوليًا في يونيو القادم لطلب المساعدة من خبراء عالميين لمواجهة هذه الأزمة المتفاقمة.

كيف يصل الفنتانيل إلى ألمانيا؟
تُعَد سهولة تهريب الفنتانيل أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في انتشاره السريع. فبما أن كمية صغيرة جدًا من هذه المادة تكفي لإحداث تأثير قوي أو حتى الوفاة، فإن تهريبها عبر الحدود يصبح أسهل وأقل خطورة مقارنة بأنواع المخدرات التقليدية. يتم تصنيع المادة الخام في الصين، ثم تُشحن إلى أماكن مختلفة حول العالم، بما في ذلك ألمانيا، حيث يتم ترويجها بأسعار منخفضة في الأسواق السوداء.

الخاتمة
مع انتشار الفنتانيل بسرعة مقلقة في فرانكفورت، باتت المدينة في سباق مع الزمن لمنع تفاقم الأزمة وتحولها إلى كارثة وطنية. في ظل تزايد أعداد المدمنين والتجار، وغياب استراتيجية فعالة لمكافحة المخدرات، تواجه ألمانيا تحديًا غير مسبوق قد يعيد رسم ملامح مشكلة المخدرات في البلاد. فهل ستنجح الجهود الدولية والمحلية في وقف هذا المد القاتل، أم أن فرانكفورت في طريقها إلى مصير مشابه لما حدث في الولايات المتحدة؟

Breaking News
error: Content is protected !!